Pages

vendredi 21 septembre 2012

Années de plomb ... au féminin



تقرير ندوة
"سنوات الرصاص بنون النسوة"


نظم فرع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالدار البيضاء يوم السبت 3 أبريل 2010 لقاء حول موضوع "سنوات الرصاص بنون النسوة" احتفاء بعيد المرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل سنة، و ذلك بقاعة المركب الثقافي و الاجتماعي ثورية السقاط بالدار البيضاء. اللقاء كان مخصصا لتكريم المرأة المغربية التي عانت خلال سنوات الجمر من جراء الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الزوج أو الابن أو الأخ أو الأب أو الحبيب أو الجار ... و للاستماع إلى شهاداتهن كضحايا "جانبيين".

كان اللقاء من تنشيط السيد منير بن صالح، كاتب فرع المنظمة بالدار البيضاء، و عرف حضور العديد من الضحايا و عائلاتهم ( افكوح، الوديع، وزان، باح باح، دهكون، بنو حجر، المانوزي، ، شيبوب، سعودي، تفنوت، عشماوي، ... ) و مناضلي حقوق الإنسان من المنتدى المغربي للحقيقة و الإنصاف، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ... و مجموعة من الشباب.
استعرض المنظمون في البداية شريطا أنجز بالمناسبة تضمن مقتطفات لشهادات تم تجميعها طيلة شهر من العمل، لنسوة من ضحايا غير مباشرين للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان : فاطمة المانوزي، خديجة الرويسي، عايدة حشاد وأخريات... وذلك تكريما للمرأة المغربية وإنصافا لها وحفظا للذاكرة الجماعية للمجتمع ، كما أكدت على ذلك السيدة مليكة غزالي في كلمتها باسم المكتب الوطني.
بعد ذلك استمع الحضور إلى مجموعة من الشهادات منها شهادة السيدة يامنة أفكوح التي عبرت عن خوفها من الرجوع إلى الوراء، خاصة وأن معاناتها وهي طفلة بمعية والدتها وإخوتها تم اختزالها في سطور مما يجعل التأريخ لهذه المعاناة غير تام، وبالتالي المصالحة لم تكن كاملة خاصة وأنها فقدت أختها ذات السنة الأولى وعوضت الأسرة من طرف هيئة الإنصاف والمصالحة بمبلغ جد هزيل مما يعتبر إهانة وعنفا جديدين إزاء الأسرة.
وأشار السيد بوبكر لركو الكاتب العام للمنظمة إلى أن المنظمة سبق لها وأن وثقت بالصوت والصورة معاناة ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي خلال تسعينات القرن الماضي وها شابات وشباب المنظمة الذين سيأخذون المشعل، قد وفقوا أولا في اختيار الموضوع لكون الإنصاف يجب أن يشمل كل من تأثر بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان كمجموعات أو أفراد وبالخصوص النساء، وتفوقوا ثانيا من حيث التنظيم واستقبال الحاضرات وتهنئتهن بمناسبة عيد المرأة... وهذا يجعلنا في المكتب الوطني فخورين بهذا العطاء.
أما السيد عبد الكريم وزان، عن المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف فقد قدم في مداخلته جزءا من معاناة والدته التي لم تكن تألف الخروج من بيتها إلا في حالة الضرورة القصوى، أصبحت بعد اعتقال ثم اختطاف زوجها مكرهة لضمان قوت عشرة أبناء... والتي نجحت في هذه المهمة إذ نجح العشرة في دراستهم ثم في عملهم... ليبدي عن أسفه لكون العديد من جلادي الأمس لازالوا يصولون ويجلون بيننا بدون محاسبة... ولخص معاناة المرأة في إقليم خنيفرة خلال سنة 1973 والتي تم تجميعها من طرف السيد أحمد بيضي مراسل المنظمة بخنيفرة بهذه المناسبة ليقترح في الختام إحياء عيد المرأة المقبل في أحدى المناطق التي عرفت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان مع إنصاف الضحايا الجانبين من النساء بتمكينهن من الإدماج الاجتماعي والتقاعد للمسنات منهم...

بعد ذلك أعطيت الكلمة للحضور، "العمل جيد و لكنه سيكون افضل لو كان أكثر احترافية، و يجب دعمه ليكون كذلك. كما أتأسف لضعف الحضور، 60 او 70 مشاركا في موضوع مهم و أساسي كهذا يسائل الجميع" تقول فاطنة سرحان، عضو المنظمة. "اختيار قاعة ثورية السقاط، التي تحمل اسم والدتي، فيه رمزية كبيرة بالنسبة للموضوع. ان النساء كن سندا للمعتقل سواء في إحضار الأكل و الحاجيات أو في تسريب الأخبار و البيانات و الدعم المعنوي. و كمثال، كان النساء المفاوض الأساسي بعد الإضراب عن الطعام الذي قمنا به خلال 44 يوما في مجموعة السرفاتي و من معه". أكد عبد العزيز الوديع إلى هذا فضل عبد الرحيم تفنوت عدم التدخل كمعتقل سابق بل كإعلامي : " الإعلام العمومي يمارس سياسة النسيان في هذا الموضوع و في المقابل يجب علينا تجديد استراتيجية الذاكرة" قبل أن يقترح إعداد فيلم من 52 دقيقة في إطار النشاط المقترح من طرف وزان و إعداد برامج وثائقية في مجال حفظ الذاكرة و توثيق الشهادات في كتاب عبر ورشة للكتابة، قبل أن يعلق المسير : "كما أود أن أشيد بوفاء هذه المرأة. مليكة زوجة عبد الرحيم التي انتظرته طيلة مدة اعتقاله إلى أن عانق الحرية ليتزوجا. فطوبى لهؤلاء النسوة". فاطمة الزهراء ماء العينين اقترحت من جهتها توسيع العمل الى كل مناطق المغرب خصوصا الريف و الصحراء حيث يستغل البعض هذه المعاناة للترويج لاطروحات الانفصال، فيما عبر متق الله محمد على ضرورة فتح ملف ضخم، و يتعلق الأمر "بمجموعة طلبة المدرسة العسكرية بهرمومو، إذ لا يزال أزيد من 200 من مجهولي المصير الذين يعتبرون أحياء في سجلات الحالة المدنية".

في الختام. جدد لركو مناشدته الجميع للاستمرار في حفظ الذاكرة الجماعية  عبر مثل هذه الأعمال لتعريف جميع المواطنين والمواطنات بماضي الانتهاكات الجسيمة إذ خلص اللقاء المنظم من طرف المنظمة لتقديم ملاحظاتها الأولية حول تقرير لجنة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان المكلفة بتفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بخصوص الكشف عن الحقيقة، بتوصية في هذا الشأن مؤكدا على أن المكتب الوطني سيدعم الفرع من أجل توثيق الشهادات المجمعة أن على الورق أو عبر الصوت والصورة، بينما أكد وزان "أن الانتهاكات لازالت حاصلة إلى اليوم، و معتقل تمارة اكبر شاهد على ذلك". من جهتها ناشدت مليكة غزالي الجميع" لتحقيق طموحنا في أن تتم ترجمة هذا العمل للسينما" و أضاف منير بن صالح في كلمة ختامية "أن الشعوب المتحضرة هي التي تمتلك القدرة على قراءة تاريخها بكل جوانبه و استخلاص العبر. فالسؤال المطروح اليوم : هل هذه المرأة المحتفى بها اليوم عرفت كل الحقيقة، و هل أنصفت، و هل تصالحت؟ هذا يحيلنا إلى نشاط لاحق كتتمة لنفس الموضوع". و أخذت صور تذكارية في آخر اللقاء كما تم توزيع ورود على النساء الحاضرات للتعبير عن احتفاء للمنظمة بالمرأة المغربية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire